هيا لنخطوا للأمام

اليست الحياة غريبة حين تعكس المفاهيم الطبيعية للأشياء؟ فمن العادة أن نخطو للأمام كي نتقدم و نخطو للخلف كي نتأخر، غير أننا أحيانا نحتاج لنرجع كي نتقدم و لو تقدمنا لتخلفنا

 

أما خطوة الرجوع هي خطوة الرجوع لله و العودة إليه، كثيرا ما نضيع في دروب الحياة و تلعب بنا الظروف سواء القاسية التي تدفعنا لسلوك سبل غير سوية للكسب و النجاة أو الظروف الميسرة التي تلهينا عن خالقنا و تلقد كتبت كلمة غير مسموح بها بالمنتدى فينا حب الماديات و حب الإستمتاع، غير أننا في دواخلنا نحس أننا نفتقد لطعم الحياة، بيننا و بين انفسنا نتساءل عن سبب هذا الفراغ و هذه التعاسة التي نحاول جاهدين إظهارها أو إخفاءها، و السبب لا يخفى عن أحد إنه البعد عن الله و الغفلة عن دعائه و حمده، لذا نحتاج دائما لخطوة للخلف نتراجع بها عن المعاصي و ننسل بها من وسط ضوضاء الملهيات و المغريات لنعود إلى الله، و بمجرد العودة إليه نحس بأننا نولد ننطلق في الحياة من جديد،

 

أما خطوة التقدم التي تعيدنا للخلف هي ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في عدة مجالات حيث أن كل ما صمم لهدف إلا و تسبب في عكسه تماما مثال ذلك الآلة الحاسبة التي صممت لتسهيل الحساب فأصبحنا من شدة الاعتماد عليها لا نستطيع القيام بعمليات بسيطة يدويا، كمثل الهاتف الذي من المفروض أن يقارب المسافات البعيدة، إذا به يباعد المسافات القريبة و بدل أن يلم شمل البعيد فإذا بالإخوة لا يتزاورون في المناسبات و يكتفون بالرسائل النصية القصيرة أو المكالمات التي اختصرت جلسات الاقارب و الأحباب و سهرهم و سمرهم إلى مجرد بضع كلمات برمجنا على قولها "ألو كيف حالك الحمد لله في أمان الله"، و مثل ذلك مواقع التواصل الإجتماعي التي هدفها و ركيزتها الأولى توسيع قائمة الأصدقاء فإذا بها تتسبب في زيادة عزلة الفرد عن محيطه القريب و قطع التواصل بينهم نهائيا،

 

 

إننا بشر بالفطرة نحتاج دوما لخطوة للخلف لأجل مراجعة النفس، لأجل التوبة، لأجل تجديد العزيمة، و لسنا آلات حتى ننغمس في خطوة إلى الأمام تفصلنا عن ذواتنا و أحبابنا و أهلينا

بارك الله فيك